اخبـار العراقالاخبار العاجلةمقالات وتقارير

الفساد ينخر تربية العراق.. مقاولون يبيعون حضارة أبناء الرافدين في السوق السوداء

وطن نيوز – تقرير

يعاني التعليم في العراق من تدهور غير مسبوق، حيث ان نسب النجاح باتت في ادنى مستوياتها على مستوى العالم، ودائما ما يكون العراق، في ذيل التصنيفات العالمية على الصعيد التربوي والتعليمي، وهذا سببه الإدارات المتعاقبة التي تولت هذا الملف الحيوي والاهم بالنسبة لبلدان العالم، حيث من خلال التربية والتعليم تنهض الامم وتساهم ببناء أجيال واعدة مثقفة قادرة على تحقيق طفرات حضارية.

جيل المستقبل في العراق بلا اتجاه بسبب نظام التعليم المعيب الذي فشل بشكل جذري في استنهاض البلد على أسس اقتصادية واجتماعية وسياسية وأخلاقية سليمة، كما يواجه نظام التعليم في العراق غيابا في الاستراتيجيات والخطط المشاكل، والتدهور الاقتصادي، والمشاكل السياسية المتزايدة، وعدم الاستقرار الاجتماعي والاضطرابات، التي انعكست وبشكل مباشر أو غير مباشر على نتاج نظام تعليمي حيث أصبح ضعيفا في الاستقطاب وغير موحد.

وتعاني المدارس العراقية نقصا حادا في توفير المناهج الدراسية مما انعكس وبشكل مباشر على العوائل العراقية التي اضطرت لاقتطاع جزء غير قليل من قوتها اليومي لتشتري تلك المناهج من السوق السوداء وبأرقام صعبة عليها، كما ان تسليط الضوء على الفساد في وزارة التربية العراقية لا يمكن ادراجه في خانة التسقيط السياسي، او الانتخابي، بل هو اصبح واقع نعيشه كل يوم حينما نرى ان المدارس تعاني من شحة الكتب، بينما نجدها على طول الرصيف في الأسواق السوداء.

وحول هذا الامر يقول نائب رئيس لجنة التخطيط الاستراتيجية محمد كريم البلداوي في حديث لـ”وطن نيوز” ان “الايادي الفاسدة والعابثة باستقرار وزارة التربية، ما زالت تؤخر وتؤجل وتعرقل العملية التربوية وعليه نحتاج اليوم الى صولة من اجل انتشال الواقع التربوي في العراق”.

وأضاف البلداوي: “والان رئيس الوزراء يجري عمليات تغيير واسعة شملت المدراء العامين وغيرهم من اجل ابعاد الفاسدين واللصوص والسراق والمقاولين الذين يهيمنون بإمكانياتهم على الوزارات والمسؤولين”.

في السياق يقول احد المشرفين التربويين في بغداد والذ طلب عدم ذكر اسمه لحساسية المعلومات ان سبب غياب الكتب يعود الى ان الوزارة باشرت بطباعة الكتب في بداية الشهر التاسع من العام الحالي.

وبين المشرف خلال حديثه لـ”وطن نيوز” ان “النقص الموجود كبير جدا وكان على الوزارة البدء بعملية الطباعة في أوقات مبكرة، الا ان عدم الاكتراث واللامبالاة بالإضافة الى سيطرة بعض المتنفذين في الوزارة هو سبب هذه الخطوة، حيث ان العديد من المقاولين والتجار لديهم كميات كتب مطبوعة ومجهزة وينتظرون بدء الموسم الدراسي لكي يطرحوها في السوق السوداء وبيعها بالتزامن مع نقص الكتب الحاد في المدارس”.

وأشار الى ان “النقص في بداية الازمة وقبل أعوام كان يقتصر على مادة واحدة وقد يصل الى اثنين في ابعد الحالات اما الان فبات يشمل جميع المراحل الدراسية، وكذلك المناهج، وهذا سببه الفساد خاصة في تربيات بغداد التي يسيطر عليها أحزاب معروفة ومتنفذة”.

يذكر ان غالبية مدارس العراق تشهد نقصا حادا في الكتب وكذلك القرطاسية والمستلزمات الدراسية الأخرى ما شكل عائق جديد امام أولياء الأمور، بالإضافة الى الجوانب الاقتصادية الأخرى المتمثلة بالملبس وخطوط النقل بالنسبة للمدارس البعيدة، بات الأهالي الان يبحثون عن كتب لأبنائهم من اجل اكمال العملية التربوية الشاقة بالنسبة لهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى