لم يتبقى على حلول شهر رمضان المبارك سوى ايام قلائل، وكما هو معروف خلال هذا الشهر الفضيل هناك عادات لكل بلد يتم احياؤها في لياليه.
ومن اشهر ما معروف في العراق هو لعبة “المحيبس” التي يتم تنظيم بطولات في البلاد طوال ليالي شهر رمضان ويتم توزيع جوائز للفائزين ويتم ذلك بحضور جماهيري واسع وقنوات تلفزيونية واهتمام كبير بهذه الممارسة التي هي الاولى في العراق.
واضافة الى المحيبس اشتهر شهر رمضان الخير بكثرة التجمعات خاصة العائلية وقت الافطار او بعده حيث يزور الاخ اخيه والقريب قريبه وهكذا يتم تنظيم الزيارات ايضا على طول شهر الله،.
في هذا العام وفي ظل انتشار فيروس كورونا المستجد لا يمكن ممارسة هذه الاجواء الرمضانية خاصة وفي ظل فرض حظر التجوال بعموم العراق اضافة الى التوجيهات الصحية من الجهات ذات العلاقة بعدم الاختلاط في تجمعات كونها تمثل خطرا على صحة المواطنين وتعتبر وسط ناقل لعدوى كورونا.
البطل العراقي واللاعب الاشهر المعروف باسم جاسم الاسود علق ايضا على بطولة المحيبس في العراق في ظل انتشار الفيوس القاتل.
حيث قال رئيس لجنة المحيبس في العراق في تغريدة له على تويتر واطلعت ليها “احداث الوطن” ان “الكثير من المناشدات قد وصلتني من المؤسسات الحكومية وخاصة رئاسة الوزراء ووزارة الصحة وصحة الكرخ والرصافة والجميع يطالبني بالغاء بطولات المحيبس هذا العام”.
واضاف الاسود “لذلك قررت لجنة المحيبس في العراق الامتثال الى مناشدات الجميع سواء مؤسسات حكومية متمثلا بقرارات خلية الازمة والاجهزة الامنية لذلك وافقت على عدم اقامة اي بطولة للمحيبس هذا العام وذلك لان سلامة العراقيين هي الاهم وان شاء الله العراق يعبر هذه الازمة”.
ومن جانبه ايضا قام مدير صحة الكرخ جاسب الحجامي بتوجيه رسالة الى رئيس لجنة المحيبس في العراق جاسم الاسود في ظل انتشار فيروس كورونا.
وقال الحجامي في رسالته “رغم أني لم التقِ بك سابقاً لكني أعرفك و اسمع عنك منذ عقود من الزمن و لطالما أمتعت الناس بلعبة المحيبس التراثية الشعبية و حافظت عليها باعتبارها من اشهر ألعاب التراث العراقي وهذا يحسب لك وسمعنا كثيرا عن إمكانياتك الخارقة وفراستك التي لا ينافسك فيها آخر، و تعرف الظرف الذي يمر به العراق و كل دول العالم وهو مرض كورونا السريع الانتشار ومن أهم أسباب انتشاره هو تجمعات الناس، و لذا نلتمس منك إلغاء البطولة لهذا العام وليكن شهر رمضان الكريم هذه السنة فرصة لبقاء الرجل مع عائلته او يقضي وقت فراغه بالتفكر والعبادة أو القراءة أو أي شيء آخر راجح شرط أن يكون هو وعائلته فقط”.
وأضافت، ” دمتم سالماً موفقاً و اتمنى أن تلقى هذه الدعوة كل القبول منك ومن كل القائمين على هذه البطولة وان تضعون نصب اعينكم جهود اخوانكم في الصحة و القوات الأمنية المجاهدين الشجعان وكلنا امل أنكم حريصون على عدم اضاعة هذه الجهود”.
هذا وعطل الفيروس المستجد الحياة بشكل تام على جميع المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية حيث اغلقت الاسواق ابوابها وهبطت اسعار النفط وانعدمت التعاملات الاقتصادية والاجتماعية في بلدان العالم.
