بساتين النخيل في البصرة على “شفا حفرة” من الانقراض

دعا عدد من أهالي البصرة الى ايقاف عمليات تجريف بساتين النخيل في المحافظة التي كانت تمتلك الرقم القياسي في أعداد النخيل على مستوى العالم، مبينين إن “هذه الدعوة هي بمثابة محاولة للحفاظ على تراث المحافظة”.
وقال الاهالي: أن “محافظة البصرة تعد من أكثر المحافظات العراقية انتاجاً للتمور، إلا انها شهدت تجريف أكثر من 50 ألف دونم من بساتين النخيل وهو رقم كبير في ظل كون هذه المحافظة تعد رمزاً لهذا المحصول”.
وأشاروا الى ضرورة تفعيل قانون صدر في العراق عام 1979 يقضي بأن من يزرع 50 نخلة أو شجرة في الدونم الواحد؛ فإن الأرض تصبح ملكاً له إذا أثمرت ويعد من القوانين المشجعة على زيادة أعداد النخيل في البصرة خاصة وفي العراق بصورة عامة”.
الى ذلك، وبحسب احصائيات فإن البساتين التي جرفت وأزيل النخيل منها في البصرة تبلغ مساحاتها 54842 دونماً، فيما تبلغ مساحة البساتين المهملة 32609 دوانم.
وتشير أرقام حكومية سابقة إلى أن أعداد أشجار النخيل في العراق بداية الثمانينيات، بلغت ما يقارب 30 مليون نخلة، كانت تنتج سنويا أكثر من 500 ألف طن من التمور، لكن الحروب المتتالية، ثم الحصار الاقتصادي وحرب 2003 والتجريف الواسع؛ أسهمت في تراجع هذه الزراعة بشكل واضح، حتى انخفضت أعداد النخيل إلى النصف تقريباً.
ويبلغ عدد النخيل الكلي في البصرة وفقاً للإحصائيات 2454354 نخلة، بمساحة تقدر بـ 67079 دونماً وهذه الاحصائيات تشمل الشعب الزراعية في كل من الفاو والسيبة وابي الخصيب وشط العرب والدير والهارثة والنشوة والقرنة والإمام القائم والمدينة والإمام الصادق وعز الدين سليم والزبير وسفوان.
من جهته، يقول المتحدّث باسم وزير الزراعة هادي الياسري، إنه “خلال السنوات العشر الأخيرة، بدأنا من 11 مليونا ووصلنا إلى 17 مليون نخلة”، متحدثاً عن وضع الوزارة لبرنامج هادف إلى تشجيع زراعة النخيل، وبدأ هذا المشروع في العام 2010، لكنّه توقّف في العام 2018 بسبب انقطاع الدعم المالي، متعهداً بأن تضمّ الموازنة المقبلة تخصيصاً مالياً لإعادة العمل بالمبادرة”.
ويرى الياسري، أن العقبة الأساسية التي تؤثر على زراعة النخيل هي “التجاوز على بساتين النخيل وتحويل البساتين إلى مناطق سكنية”، خصوصا في بغداد وكربلاء، داعياً “الجهات الحكومية المسؤولة لمعالجة السكن من أجل ابعاد الناس عن التجاوز على المساحات الخُضر”. أما أبرز أنواع التمور في محافظة البصرة فهي، حلاوي وساير وبرحي وخضراوي وبريم وخصاب وخستاوي وزهدي وتبرزل وعويدي.
وفي 11 شباط الماضي، قال المتحدث باسم وزارة الزراعة، إن صادرات التمور في عام 2022 تجاوزت الـ 600 ألف طن. وأوضح أنه “نتيجة الجهود المبذولة وصلت أعداد النخيل بشكل تقديري الى أكثر من 20 مليون نخلة، والأعداد في تزايد من “8 – 12” مليون نخلة في 2003.
وبين، إن “الزراعة تشكل حالياً نحو 4 – 5% من الناتج القومي العراقي، ويمكن العمل لرفعها لمستوى 20% بحال الحصول على مزيد من الدعم الحكومي وتوفير المياه”.