عِكازُها أنبلُ من عِـقالِـكم

مرتجى ماجد
لم يعتد حكام العرب وامراءها وملوكها يوما على الشجاعة ومجابهة الغزاة والمعتدين ، وإن آخر مايشغل تفكيرهم هو التفكير بمصلحة شعوبهم لابل وفي احيان كثيرة يكونوا هم الاداة في تدمير شعوبهم.
ونريد ان لا نغادر مصطلح الشجاعة ونتفق على ان الانسان خلقه الله حرا لا يرضخ للظلم والظالمين ولايستطيع ان يعيش مع الظـُلام واننا لو طلبنا من اولئك الاحرار ان يعيشوا ويتعايشوا مع الظلمة فأننا اشبه ما نطلب منهم الانتحار.
نعم يمكن للأحرار ان يعيشوا مع الظلم لكنهم يعيشوا بحالة صراع ونزاع وثورية بداخلهم ضد الظالمين ، ولن توقفهم اكبر قوة من المطالبة بحقوقهم ، وهذا بالتأكيد لا ينطبق على اولئك الأمراء.
هؤلاء الاحرار لن يتوقف فوران الدم بداخلهم مالم يحققوا ما يصبوا اليه من انتزاع حقوقهم ومحو الطواغيت ومسمياتهم ومركزيتهم وعروشهم التي بنوها على جماجم الابرياء من النساء والاطفال.
فالعرب في ايام الجاهلية الاولى كانوا يعرفون بالتمرد وعصيان اوامر الحكام المستبدين فحادثة “كليب بن ربيعة ” أخو “الزير سالم” مع ملك سبأ الذي كان يفرض عليهم الاحكام الاستبدادية والضرائب ويستحل حرم النساء ، مما دفع “كليب” والمؤتلفين معه من العرب الى قتل الملك “تبع” وانشاءهم مملكة خاصة بهم ، ولم يتوقف الامر بل بمجيء الاسلام ترسخت قيم الشجاعة والمبادئ بصورة أكبر ، فالإسلام جاء محررا للانسان من العبودية ، وشن رسول الانسانية حربا على كل من تسول له نفسه تعبيد الانسان لغير خالقه ، لذا جوبهة رسالة النبي الخاتم بالعداء والاقتتال من قبل قوى رهيبة ، نعم لقد ادرك اولئك المتجبرون خطورة الاسلام والرسالة السماوية التي تدعو الى تحريرالإنسان وتخليصه من عبودية الطواغيت والظلمة من دولة فارس او الروم وحتى الحبشة وغيرهم.
الا ان حكام العرب المستعربة ابعد من ان يكونوا حاملين لقيم العروبة ايام الجاهلية ولا حتى قيم الاسلام التي حاربت الظلم والظلمة ، ولقد فقدالمواطن العربي ثقته في قرارات جامعة الدول العربية وقممها المنعقدة التي لا تخرج بنتائج سوى (الاستنكار ، التنديد ، الشجب ، …).
ووسط مجموعة كبيرة من جنود الاحتلال الصهيوني الذين دخلوا الى احد المساجد في فلسطين بأحذيتهم ليدنسوا بذلك حرمة المسجد انبرت لهم تلك العجوز بعكازها طاردة اياهم من حرم المسجد لتسجل لها وساما بأنها دافعت عن أطهر مقدسات الانسان المسلم وتدخل للتأريخ بأنها اشجع وانبل من اولئك الحكام والامراء العربان.
والرابط للمرأة المسنة ادناه لغرض المشاهدة.
https://www.facebook.com/100015257019333/videos/220246084403520/
نعم لقد هزت عصاها لتزلزل استبداد وغطرسة الظلمة لكن عصاها لم تستطع ان تهز ضمائر العرب وحكامها ، بل وان اولئك المستعربة لا يستطيعوا ان يهزوا العصا كما هزتها تلك العجوز بوجه المستعمرين.
لايرتجى من قوم اصبح الذل افضل لباسهم والهوان والذل احب الاشياء الى قلوبهم ، ولسان حالهم يقول “الذل والهوان اصبح اجمل الاشياء لدينا”.