كُتابُنا الوطَنيون

مُرتجَى ماجِد
من أسوء الامراض هو مرض فقدان الوطنية والمجاملة على حساب مصلحة الوطن مراعاة لمصلحته الشخصية ، وان اي امة تريد النهضة والرقي لابد ان تصدع بوطنيتها وحبها وانتماءها لتربة ذاك البلد ، فكل الهويات والانتماءات والتوجهات والاعراق تنصهر بهوية الوطن والمواطنة وتقدم مصلحة البلد على كل المصالح الفئوية والانتمائية هذا اذا ما اردنا ان نكون فعلا وطنيين ولا يعلوا فوق صوت الوطن صوت آخر ، كما يجب ان يكون ذاك الانصهار فعلي لا شكلي او صوري ، ففي كل إنسان حبٌ وميل للأرض التي نشأ وترعرع فيها ، وتعصب الانتماء للأرض التي ولد عليها موجود في كل البشرية فالهوية الوطنية في كل البلدان تقدم على كل الهويات الا في العراق فقد أصبحت الهوية الوطنية آخر الهويات فالهوية “العشائرية والقبلية والعرقية والطائفية ووووو” كلها تقدم على المواطنة.
فأحداث كركوك الاخيرة التي كان ولابد من الانبراء والتصدي لما يفتريه ساسة الكرد على ابناء محافظة كركوك ويريدون لمليشياتهم ان تعود لكركوك وتفريغها من قوات الجيش والشرطة ليتاح لهم المجال بتهجير ابناء كركوك من العرب والتركمان “تهجيرا قسريا” ، وعلى الرغم من تعسفهم وطغيانهم اقصد الساسة الكُرد الا ان اقلام كتابهم لم تتوانى في نصرة باطلهم الذي يتبجحون به ، فصدق الامام علي(ع) عندما قال “اجتمعوا على باطلهم وتفرقتم على حقكم”.
بدأ وللأسف ان اغلب كتابنا ومثقفينا يفقدون هويتهم الوطنية وانتماءهم لتربة هذا البلد ويتناسوا ترعرعهم ونشأتهم فيه ، اهو تناسي وغفلة ام انه نكران لأفضال بلدك عليك ، لذا على كتابنا الوطنيين والشرفاء الانبراء لكل من يريد ان يستنقص من تأريخ وحضارة العراق التي تمتد لاكثر من”6000″ عام ، هذا الامتداد يريد منا ان ندافع عنه وعن تربته التي شقت من بين نهرين لا ان ننكسه ونزيد في بلاءه ونحاول ارضاخه لكل من تسول له نفسه ان يدنسه.
ولازال ساسة الكرد يتهجمون على العراق وعلى ابناء بلدنا وكأنهم يمنون علينا اذ لازالوا يعيشون معنا تحت خيمة هذا الوطن ، ظنا منهم ان العراق بحاجة لهم دون سواهم وهم لا يعلمون انه لولا ضعف ساستنا وانبطاحهم لكم فأن العراق ينأى بنفسه من ان ينسبكم اليه فالعراق ابي النفس عزيز المراس لا يخضع ولا يتملق ومن لا يريد العراق فان العراق لا يريده ايضا لكن ماذا يفعل مع ابناءه العاقين الذين لا شغل لهم سوى اضعافه وهو لازال ينتظر متى يصحوا هؤلاء من غفلتهم ولا يقدموا التنازلات ويقولوا كلمتهم امام الجميع بأن العراق لا يريد من يبيعه بثمن بخس.
ختاما اقولها بضرس قاطع ان تسكت تلك الاقلام عن مجابهة من يريد لهذا البلد العريق ان يندثر وينسف ، فأننا لن نسكت وسنبقى ندافع عن عراقنا ، فالهوية الوطنية هي التي حققت عز وحضارة هذا البلد في القديم وحققت له التفرد والتميز عن باقي الحضارات.