Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اخبـار العراقمقالات وتقارير

لماذا يراهن السوداني والصدر على الانتخابات المبكرة؟

تقرير صحفي
أُثير كلام كثير خلال الايام الماضية حول امكانية اجراء انتخابات تشريعية مبكرة قبل انتهاء الدورة البرلمانية الحالية في تشرين الأول 2025، لا سيما مع جمع تواقيع برلمانية داخل مجلس النواب لتعديل قانون الانتخابات الأخير.
ويتزامن ذلك اللغط الانتخابي مع إعلان التيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر عن تياره الجديد “الوطني الشيعي”، بعد قرابة عامين على انسحابه من البرلمان الحالي.
وفي هذا الصدد يرى مراقبون للشأن السياسي ان السياسيين اصبحوا لايتحملون فراق السلطة وان لعابهم يسيل عليها ، وهذا الامر يدعوهم للعودة الى المشهد السياسي وتصدره من جديد.
وكشف رئيس كتلة الآمال النيابية، ياسر الحسيني، في تصريحات صحفية قبل نحو أسبوع، عن وجود حراك برلماني لجمع تواقيع من قبل أعضاء المجلس بغية إجراء تعديل على قانون الانتخابات، وإجراء انتخابات مبكرة.
اجراء الانتخابات المبكرة مستحيل
ن جهته اكد المحلل السياسي عبد الأمير الاسدي ،اليوم السبت، ان اجراء الانتخابات المبكرة امر مستحيل.
وقال الأسدي في حديث لوكالة “وطن نيوز” إنه “في ظل سياسة ائتلاف ادارة الدولة للعملية السياسية وملامح العودة للتيار الشيعي الوطني وبروز ظاهرة السوداني والمقبولية التي حققتها في الشارع العراقي فان اجراء انتخابات مبكرة كما جاء في المنهاج الوزاري امر مستبعد ان لم يكن مستحيل”.
واضاف الاسدي “إذ ان كل الأطراف همها الان إقرار حصتها من الموازنة لسنواتها الثلاث لانها اليوم ضامنة وجودها في السلطة وتخشى فقدانها في المستقبل كون ان أهواء ورغبات الشارع وجّهت بوصلتها إلى من يخدمها قولا وفعلا” مبينا ان “هذا نذير خطر لمستقبل القوى السياسية التقليدية”.
سيناريو التظاهرات على اعتاب الخضراء
فيما اكدت مصادر اليوم السبت، ان رئيس الوزراء محمد شياع السوداني رفع بوابات المنطقة الخضراء من جهة الحارثية بالتزامن مع تحضيرات للتظاهر من قبل انصار التيار الصدري.
وقالت المصادر إن “لدى التيار الصدري مخطط لاعادة التظاهرات بالتزامن مع حلول فصل الصيف ومشاكل الطاقة الكهربائية التي لم تكن موجودة حتى زيارة السوداني لمقر الوزارة”.
وبينت المصادر أن “السوداني سيغضّ الطرف عن تظاهرات التيار الصدري ويفتح لهم ابواب المنطقة الخضراء كما فعل رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي لتعطيل الدولة والمطالبة بانتخابات مبكرة مدعومة من اطراف سياسية متنفذة”.
ونوهت المصادر إلى انه “سيجري تغيير قانون الانتخابات تجعل من التيار الصدري والسوداني متحكمين في المشهد السياسي ضمن دوائر متعددة وتقصي كل الأطراف الاخرى وكذلك مفوضية انتخابات جديدة تابعة للتيار الصدري”.
فيما استبعد نواب اخرون امكانية اجراء انتخابات مبكرة خلال العام الحالي ، وذلك لانها تحتاج الى تخصيص مالي ولم يقر البرلمان اي تخصيص لاجراء انتخابات ولايمكن للحكومة ان تناقل مبالغ مالية من اجل الانتخابات كون ان اغلب الابواب مهة وضرورية ولايمكن التجاوز على احدى تلك الابواب.
مكاسب يخشون كسادها
من جهته اشار المحلل السياسي عزيز جاسم الى ان “السوداني يراهن عل انجازاته في مجال انشاء الطرق والمجسرات التي يعتبرها ابرز نشاطاته ومنجزاته ، لذا يخشى عليها من النسيان من قبل العراقيين في حال بقيت الانتخابات على موعدها المحدد في شهر تشرين الاول من العام 2025”.
كما واكد المحلل السياسي جابر عطاالله ان الصدر بات يعزف على وتر التمثيل للشيعة الذي يشابه نغمة الطائفية في حقبة ماقبل الـ “2010” فبدأ بتسمية تياره بأسم التيار الشيعي ومطالباته بتشريع عيد الغدير وبياناته الاخيرة لاتباعة بضرورة بدأ خطاب الجمعة بالتشهد الثلاثي.
وبين عطا الله ان كل هذه الحركات والفعاليات يريد بها كسب ود أكثر عدد من المواطنين العراقيين الشيعة لخوض الانتخابات وحصوله على اعلى المقاعد البرلمانية ، الا انه لن يحقق ماحصل عليه في الانتخابات الماضية من مقاعد وذلك بسبب تغيير قانون الانتخابات.
التباعد ينتهي بالوصال
ويُعدّ التيار الصدري من أشد المعارضين لحكومة السوداني، الا ان هذا التباعد والخصام يتجه نحو التقارب والوئام ، حيث كشفت المصادر السياسية عن وجود تفاهم وتقارب مابين مقتدى الصدر والسوداني لاسيما بعد ان وافق السوداني على شروط الصدر الاخيرة .
فيما كشف الناشط الصدري علي الكعبي ان حكومة السوداني وعلى الرغم من وجود ملاحظات عليها الا انها على مايبدو جادة في مجال اعمار العراق ، وان التيار الوطني الشيعي الخيارات امامه مفتوحة للائتلاف مع الجهات السياسية التي تتناغم مع مشروعه الاصلاحي.
وبين الكعبي اننا نرى التقارب بين السيد الصدر والسوداني سيحقق نجاحاً باهرا وسيزيح كل الاحزاب الاخرى ليشكل بذلك حكومة اغلبية وطنية التي يراها التيار الوطني الشيعي انها حكومة الانقاذ للبلد.
هذا ويبقى الامل على ماهو عليه بالنسبة للمواطنين بأن يسود البلد استقرارا سياسيا وامنيا واقتصاديا ، وان تجرى الانتخابات بعيدا عن تأزيم الشارع وادخاله في دوامة صراعاتهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى