هل سينجح السوداني بحلحلة ازمة تشكيل حكومة كركوك؟

يتعقد المشهد السياسي تارة اخرى ويخيم التناحر بين المكونات السياسية على تشكيل حكومة كركوك المحلية ، حيث وصلت التفاهمات بين الاطراف السياسية الى نفق مسدود.
حيث تعطل تشكيل حكومة كركوك المحلية وبقيت عالقة منذ اجراء انتخابات مجالس المحافظات الذي حصل في شهر كانون الاول من العام الماضي ، والى الان وبعد مضي اكثر من “8” شهور على الانتخابات لازالت محافظة كركوك بلا حكومة محلية.
السوداني هل سيحل الازمة؟
استقبل رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني بمكتبه ببغداد أعضاء مجلس محافظة كركوك كل على حدة ، حيث التقى بأعضاء المجلس من المكون العربي وناقش معهم مجريات تشكيل الحكومة المحلية في كركوك ، وكان من المؤمل ان تشكل الحكومة عقب عودة اعضاء المجلس من المكون العربي . الا انها لم تشكل على الرغم من مرور اللقاء بين السوداني واعضاء المجلس من المكون العربي.
كما والتقى السوداني بوفد من أعضاء مجلس محافظة كركوك من المكونين الكردي والمسيحي.واكد رئيس الوزراء حسب بيان لمكتبه أهمية مواصلة الجهود وتغليب مصلحة كركوك فوق أي اعتبار.وقال ان كركوك بحاجة ماسة إلى تشكيل حكومة محلية متناغمة تلبي حاجات المواطنين وتطلعاتهم.وجدد السوداني دعمه الكامل لمجلس محافظة كركوك مؤكدا أهمية العمل في نسق واحد ونبذ التهميش من أجل المضي في تنفيذ الخطط التنموية.
لا حلحلة للازمة بالافق
من جهته اشار الخبير السياسي علي جميل انه ووفقا للمعطيات على الواقع فأن ازمة محافظة كركوك لن تحلحل ، مبينا انه ووفقا هذه اللقاءات يجدر ان تشكل الحكومة المحلية في كركوك بأسرع وقت ممكن الا انها وعلى مايبدو ستبقى الامور على ماهو عليه وسيذهب اللقاء دون نتائج كما حدث مع لقاءه باعضاءالمجلس من المكون العربي.
واضاف جميل ان مشكلة محافظة كركوك كبيرة والنزاعات السياسية الداخلية هي صورة للنزاع السياسي الذي يحصل في العراق ابان تشكيل الحكومة المركزية ورئاستي البرلمان ولجمهورية.
لاتشكيل للحكومة الا بعد نتائج التعداد السكاني
فيما اعرب استاذ العلوم السياسية محمد عايد عن اسفه لما وصل اليه البلد من تنازع لاسيما عند تشكيل الحكومات المحلية وخير دليل على ذلك تأخر تشكيل حكومة كركوك.
واضاف الخبير السياسي رفعت في تصريح لـ “وطن نيوز” ان حكومة كركوك لن تشكل الا بعد اتمام عملية التعداد السكاني في المحافظة ، مبينا ان كركوك خليط متنوع من المكونات السياسية وهذا بحد ذاته سيؤخر تشكيل الحكومة.
واوضح ان الحكومات المحلية السابقة افقدت المواطن الكركوكي الثقة بالاطراف السياسية لاسيما المختلفة معه بالتوجه والانتماء ، فحكومات كركوك السابقة عندما كان محافظيها من المكون الكردي حاولوا وبكل صورة تهميش واقصاء العرب من المناصب ومن كل الامور التنفيذية حتى وصل الحال الى الاقصاء من مسؤولي الشعب في دوائر الدولة هناك.
وبين ان اعادة الثقة الى المواطن الكركوكي امر مهم قبل تشكيل الحكومة المحلية ، كون المواطن الكركوكي العربي لايثق بحكومة كردية والمواطن الكردي الكركوكي لايثق بحكومة عربية.
فيما صرحت النائب عن الجيل الجديد الكردي في وقت سابق سروة عبد الواحد عن امكانية تشكيل الحكومة الجديدة في كركوك ، معربة عن قلقها من تأخر تشكيل الحكومة المحلية هناك.
ولفتت ال ضرورة تشكيلها باسرع وقت ممكن لكي تقدم الخدمات وتنجز المشاريع في المحافظة ، مبينة ان تعطيل التشكيل سيؤخر انجاز المشاريع في المحافظة والمتضرر الوحيد من ذلك هو المواطن الكركوكي.